“الحمد لله رب العالمين” عبارة لطالما يكررها “أبو طارق” (50 عاماً) يختصر بها معاناته اليومية. تراه جالساً حاملاً عصاه وتبدو على وجهه قساوة الدهر والأيام التي جارت عليه.
تعرض “أبو طارق” في شبابه، حيث كان رياضياً بامتياز حسب قوله، لحادث أفقده البصر في عينه اليمنى ويقول:” لدي خبرة في تصليح الأدوات الصحية والمنزلية وأعطال الكهرباء، لكن ما ينقصني هو مرافق ليرشدني إلى طريقي”.
تجد في كلامه اقتناع وثقة، لكن ما إن يتذكر حاله وحال عائلته يسيطر عليه الضعف والحسرة، ويردد قائلاً أنه لا يخشى الكورونا إنما تخيفه الحاجة والفقر أو أن تحتاج ابنته إلى دواء فلا يقدر أن يأمنه لها.
يحتاج أبو طارق إلى 70 ألف ليرة لبنانية يومياً لتأمين قوته وقوت عائلته أي ما يعادل (8 دولارات بحسب السوق السوداء) وفي معظم الأيام لا يستطيع ان يحصل ولو على نصف المطلوب.
هذه القصة عينة من قصص كثيرة يمر بها كل بيت لبناني ، فمعدل البطالة في لبنان وصل إلى 65% بنهاية عام 2020 ومن المتوقع ان ترتفع في ظل تراجع الأوضاع الإقتصادية يوماً بعد يوم.
