تجلس الحاجة أم توفيق على الأرض تفترش بعض النباتات الخضراء غير الطازجة علّها تكون من نصيبها على العشاء، ترتسم على وجهها تجاعيد زمن حمل في طياته وجعاً تكاد تسمع أنينه في كلامها حين تقول:” في حال أردت ان أطبخ بعض الطعام، يستلزم ذلك حوالي 4 أو 5 أيام لتجهيزه، فكل يوم يجلب لي ابني غرضاً ما، وحتى الفرن لا يمكنني أن أشعله ،فأنتظر موعد الكهرباء لأشعل المدفأة وأحضّر الطبخة عليها.”
لم تدخل اللحمة منزل أم توفيق منذ حوالي السنة تقريباً، فاللحمة بالنسبة لها للأغنياء فقط ولا تليق بها وبعائلتها وبالرغم من ذلك، تعتبر الفقر نعمة وتحمد الله انها وعائلتها بصحة جيدة.
يلفت انتباهك في الغرفة براد صغير يعمل يوم ويتعطل 10 أيام، ما إن تفتحه تتفاجأ بخلوه من أي طعام أو حتى قارورة مياه، وتقول الحاجة عندما سُئلت عن ماهية المواد الغذائية في منزلها:” لا يوجد حتى بعض الحبوب أو الزيت أو المعلبات ، كل تلك السلع أصبحت باهظة الثمن لا نقدر على شرائها، نحن نعيش كل يوم بيومه.”
حال أم توفيق تصف حال معظم الشعب اللبناني الذي يعاني من ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية في لبنان بنسبة 400% في الآونة الاخيرة.
