fbpx

الاتحاد يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني

كل عام في 19 آب / أغسطس يصادف اليوم العالمي للعمل الانساني، حيث يقوم العالم بالاحتفال بكل العاملين في المجال الانساني وبمساهماتهم المميزة والتزامهم الدائم.
 
ونود هذا العام ان نخصص هذه المساحة من موقعنا للنساء المتفانيات العاملات في مجال العمل الانساني للتحدث عن تجربتهم في هذا المجال.
على الرغم من كل الفظائع التي شهدتها في هذا المجال من العمل، ما زلت هنا، أكثر ثقة من أي وقت مضى في هذه المهمة. كانت بداية عملي في مجال العمل الانساني محض صدفة، فمع شهادة جامعية في التسويق وعدم حيازتي لأي خبرة مسبقة على الاطلاق، تقدمت بطلب للحصول على فرصة تدريب مع الاتحاد لكي أعطي لحياتي معنى  ولأساعد الاخرين. وما كان مجرد تدريب اصبح بعد أشهر قليلة وظيفة لمدى الحياة وشغفاً احاول باستمرار ان أرتكز عليه في كل ما يهمني في الحياة.
 
نعم، تمر عليّ لحظات حيث يصيح جسدي برغبته بأن يرتاح ولكن قلبي دائما يقف في الطريق ويعطيني ذلك المحفّز الذي احتاجه للمضي قدما، لان في مكان ما في هذا العالم، هناك طفل ينتظرني، يمد يده طالباً مساعدتي وامراة تتشبث بأي قشة من الامل والتي قد تكون انا.
mariam barraj11
بدأ كل شيء عام 2011، حين التقيت بعدد من الاطفال والنساء اللاجئين، الذين وصلوا إلى لبنان بأقدام حافية ، مجردين من كرامتهم وجميع ممتلكاتهم يصرخون مستغيثين بألم وحرقة. وفي واحدة من اصعب مجموعات التركيز التي شهدتها في حياتي حيث توجب عليّ ان أهدأ من روع امرأة شاهدت زوجها يحترق حتى الموت امام عينيها. في ذلك الوقت، لم اشعر بالعجز فحسب، بل عرفت المعنى الحقيقي للاستجابة الانسانية. وهو دور بالغ الأهمية في مثل هذه الحالات الحرجة حيث يتوجب على واحد منا ان يتصرف حتى وان لم يكن مستعداً.
 
كان الاتحاد اول خطوة رسمية لي في العمل الانساني المنهجي. بدات كمتطوعة في الانشطة النفسية الاجتماعية ومن بعدها حصلت على شهادتي الجامعية واصبحت مديرة للقطاع التعليمي باستخدام كافة المهارات المهنية والشخصية لكي آخذ بيد كل طفل محتاج للحصول على التعليم الذي يستحقه. وبعد التعمق في حاجات اللاجئين وحقيقة أوضاعهم في لبنان، ادركت ان كل شيء يدور حول محور التعليم حيث أن جميع الاطفال بحاجة الى التمكين ليتمكنوا من الوقوف امام ريح الظلم والطغيان.
 
أسمي هو حنان ويعني الشخص ذو الرقة والعطف والرحمة، و اعتقد انه السر الذي يقف وراء رغبتي القوية في تقديم التعاطف، المعرفة، والحنان لمن هم بحاجة اليها.
hanan omari
منذ صغري، لطالما نظرت حولي ولم ارى سوى الظلم؛ امراة مسنة تتسول في الشوارع او طفلة صغيرة في عمري الا انها تبيع الحلويات للمارين، وتساءلت ما المميز فيّ لأحصل على الفرصة لكي اعيش حياتي كما أتمنى في حين لا يستطيع الملايين في العالم حتى تحمل تكلفة رغيف من الخبز.
 
اردت ان اغير العالم بشدة، هذا العالم الذي بات فيه الالم والفقر أمر طبيعي جداً، ولكن مع الوقت أدركت ان التغيير يبدأ من الداخل. اعتبرت العمل الانساني بوابة يمكنني من خلالها ان أرد ولو القليل مما حصلت عليه للعالم حولي، أن أخفف آلام المظلومين والمرضى والمحتاجين، ان ارسم الابتسامة على كل وجه حزين، أن أخلق الفرصة لمن ليس لديهم عكازة يتكأون عليها، و أن أمهد الطريق لكل من يحتاج إلى دليل في رحلتهم في هذه الحياة.
 
وبما اني امراة، وجدت بطريقتي الخاصة لكي أخوض مجال الغمل الانساني ؛ فلم يكن طريقي سهلاً او سلساً، إلا أنه كان سبيل لتحقيق ذاتي.
15193599_1252107234845549_6659095674933758128_n

حنين يوسف

منسقة التواصل

ولدت في اسبانيا وكنت دائما مهتمة بحالة المهاجرين واللاجئين بسبب ارتفاع عدد الاشخاص الذين يصلون الى الساحل الاسباني في ظروف مروعة فيها الكثير من المخاطرة.
 
وخلال اصعب سنوات الركود الاسباني، قررت أن أمضي قدماً في اطار العمل الانساني ليس بهدف التطوع فقط بل باصبح خبيرة في هذا المجال. فمع درجة الماجستير في الشؤون الانسانية والتنمية الدولية، قررت ان انتقل الى الخارج لكي أضع قناعاتي وخبرتي ومعرفتي موضع الاشتخدام. ومنذ ذلك الحين وأنا أكرس حياتي المهنية والشخصية من اجل الدفاع عن حقوق كل الناس الضعفاء، وخاصة اولئك الذين فقدوا كل شيء من اطفال ونساء.
 
أؤمن بأن العمل الانساني بالنسبة لي لم يعد مجرد وظيفة بل أسلوب للحياة، لحماية حقوق الناس و توفير الفرص للجميع لبناء عالم افضل للعيش فيه، حيث يكون البشر اكثر عطفاً واكثر مسؤولية.
WhatsApp Image 2019-08-16 at 2.48.19 PM

إستير خيمينيز

منسقة قطاع الحماية

لقد تغيرت… انا ممتنة الآن لكل ما أعطتني إياه الحياة واعتبرته أمراً مسلّماً به كقدرتي على الحصول على المأكل والملبس وحتى القدرة على الشعور بالسعادة، فلم اعتقد يوماً ان هذه الأمور قد تكون مجرد احلام للعديدين. لقد حولني العمل في المجال الانساني الى شخص اكثر تواضعاً، واكثر إصراراً واكثر انفتاحاً على العالم. تعلمت ان اقدر كل ما لدي، وتعلمت الصبر والامتنان لأن هناك الكثير من الناس ممن هم بحاجة الى جهودنا، إلى قلوب طيبة وابتسامات رقيقة لتجعل حياتهم أفضل ولو بقليل. لقد كرست حياتي كلها لهذه القضية و اتمنى ان ألتزم بذلك طوال العمر.
 
وبدوري اقف متضامنة مع جميع العاملين في هذا المجال ممن يكرسون حياتهم من اجل تقديم المساعدة للجميع.
alaa kaddoura11

سألني شخص مرة: ” كيف تكون حياة المصور في المجال الانساني؟”

أجبته:”إنها كعملية لتطهير العين والنفس والعقل. فقد سئمت اختلاق المحادثات وتصوير المواضيع الرائجة و أردت القيام بعمل اكثر إلهاماً وتميزاً و صعوبة. أردت التحدث عن قصص الأبطال ، أسخاص باستطاعتهم أن يمدوني بنظرة حقيقية على الواقع الذي نخفق في تقديره.

فإنه لشرف لي أن ألتقط هكذا لحظات، و هنا أعني لحظات الألم والمعاناة كطفلة في وسط العاصفة تمشي حافية القدمين تطلب الدفء و الطعام، فمثل هؤلاء الاشخاص يخبروني بأن هناك المئات من الأطفال مثلهم ممن يعلمون العالم دروساً قاسية كل يوم.

66429052_10157557433714742_2241204082121375744_o

ميسون حسين

مصورة فيديو

خلال تجربتي في المجال الانساني، شهدت العديد من الحالات الصعبة التي غيرتني. فقد كان من مهام عملي التواصل مع الأمهات الأرامل لمساعدتهن في تحمل تكاليف رعاية اطفالهن اليتامى وقد كان من أصعبها الشعور بالحزن والألم والتعب.
اتذكر مرة سألت فيها شابة يتيمة وكفيفة: ” ماذا تتمنين ان تصبحي في المستقبل؟” فأجابتني الفتاة التي كانت في عامها الثاني في كلية علم النفس:”اريد ان أعطي شجاعتي للأشخاص الكفيفين مثلي، أن أخفف آلامهم وأريهم الحياة بالألوان على طريقتي.”
 
صدمت يومها بمدى إصرارها وتفائلها الا أنها ألهمتني كثيرا لدرجة انني اصبحت واثقة اكثر من اي وقت مضى انني أخيراً وجدت منزلي بين العديد من العاملين في المجال الانساني.
lina itani
دخلت هذا المجال كخريجة جديدة لديها العديد من الخطط التي كان أحدها أن أصبح صحفية ناجحة تكتب المقالات السياسية في أشهر الجرائد. ولكن بدلا من ذلك، كان مقدر لي ان اشهد أرصد وأبلغ عن حقائق واحصاءات حول معاناة اللاجئين.
 
وبشكل يومي، يتوجب علي التعامل مع الارقام. سواء كانت لأمهات الايتام، أو الاسر التي لا يوجد لدبها مأوى، أو كبار السن من المرضى، أو اللاجئين الذين لديهم مشاكل صحية، أو الاطفال الذين يحتاجون الى رعاية مدرسية أو غيرهم الكثير. وفي أحد المرات، تحولت مشاعري الى كلمات، حين اضطررت إلى كتابة قصة عن أم مات طفلها لانها لم يكن معها كلفة شراء الحليب لإطعامه”. انا ام لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات ولا أستطيع تخيل صورته أمامي يعاني بهذا الشكل.
 
أجلس كل يوم خلف شاشة في غرفة دافئة مع 4 جدران أقوم فيها بأرشفة التصويرات والكتابة عنها بروح ترتعش لإحساسها بكل صرخة الم تسمعها. لقد تعلمت الكثير من هؤلاء الابطال الذين اكتب عنهم فالشعور بالكرامة هو حق وكل اللاجئين يستحقون الحصول على هذا الحق كأي إنسان في هذا العالم.
marwa zein

“ما السر في كونك إمرأة؟ هل هو تميز أم تفوق؟ هل هو التزام أم اجتهاد؟ هل هو صبر أم تحسن؟ هل هو تعدد مهام أم كمال؟
يكمن السر وراء كوني امرأة ليس هذا ولا ذاك لكن بالعكس هو المزيج بينهما إضافة إلى قوة الخلط بين المشاعر والأفكار في كل عمل تسعى المرأة لإنجازه.
هكذا ، أيتها سيدات ، ابقين قويات ، تؤمٍن بأنفسكن، بأحلامكن ، بقوتكن الداخلية ، وعملكن الشاق. إننا نحرز تقدما كل يوم نحو مستقبل أكثر إشراقا، كل واحدة في حياتها المهنية أو المنزل أو الجامعة أو المدرسة. ضعي يديك معا مع الرجال، وتذكري، كل شيء يبدأ بسرك الرائع!
أيها العالم، انظر الينا… يمكننا أن نفعل ذلك و سنقوم بذلك!”

rosy haddad11

ومنذ أن كنت طالبة مدرسة ، كنت متطوعتا في المجالات البيئية للمساعدة على تقليل النفايات والأضرار التي تدمر بالبيئة.

بعدها تخرجت من الكلية، ومع بداية الأزمة السورية، عملت كمتطوعة في قطاع الإغاثة للمساعدة في تزويد الأسر المحتاجة بالاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية بهدف إنقاذ الأرواح البشرية وتوفير الراحة للمعاناة الإنسانية والحفاظ على كرامة الإنسان. ثم أصبحت المعونة الإنسانية وظيفتي.

فالعمل الإنساني يعني مساعدة الناس الذين يعانون وينقذون الأرواح في أي وقت من الأوقات في العالم. وهذا يتطلب أن أكون مسؤولة، وواعية بظروف حياة الناس و الآخرين، ومساعدتهم على أساس الحاجة، دون تمييز. أنا سعيدة بأن يكون لدي وظيفة تعكس قيمتي وما أؤمن به.
أنا محظوظة لكي أعمل في إرساء السلام و حل النزاعات وهذا يتطلب النزاهة و الاستقلالية و الحيادية.”

alaa yasine

شكراً لكنّ جميعاً على جهودكنّ وتميّزكنّ...

إدعمنا على مواقعنا

التقارير المالية

يمكنك الاطلاع على التقارير المالية من خلال الضغط على الزر ادناه