هرب من الحرب في وطن أمسى له كابوس بعدما خسر والديه في مشهد مأساوي لن ينساه مدى العمر، صورة الموت لا تفارقه، يحاول جاهداً بشتّى الطرق أن يمحي من ذاكرته لحظات الفراق القاسية، لكن دون جدوى.
لجأ “أمين حمود” ذو العشرة أعوام مع جدّيه إلى مركز إيواء العودة التابع لـ URDA، فريق بسمات للدعم النفسي والاجتماعي تابع حالته ووجد فيه بطلاً باحثاً عن الحياة، متحدياً للظروف، ظروف أجبرته على تحمل مسؤوليةً أكبر منه. شخصيته التي فرضت عليه وعلى المحيطين من حوله جعلت منه القائد الصغير الذي يستطيع أن يشارك في انضباط أقرانه من الأطفال اللاجئين خلال الأنشطة الترفيهية والتعليمية.
من لا يعرف أمين؟ الطفل المتميز الذي يجد من المخيم ملعباً لكسر الحاجز الزمني الذي يقف بين ماضيه وحاضره . أمين رفيق الكاميرا !
ظهر عشق التصوير لدى أمين منذ أن انتابه شعور بالفضول لاكتشاف الكاميرا، هذه الآلة الباردة المضيئة ليلاً … فقد رافق مصور URDA في البقاع خلال عملية توثيقه للمشاريع الإغاثية والتنموية في مخيمات البقاع ، ووجد في التصوير مسرحاً كبيراً يستطيع أن يترجم من خلاله ما يدور بداخله .
أمين يأنس بتفاصيل الكاميرا، تجذبه التفاصيل من حوله، تارة يصور طفلاً مبتسماً وتارة أخرى يصور وردة نبتت بين الصخور. التصوير الفوتوغرافي بالنسبة له هو إيقاف اللحظة الزمنية ولغة لا يفهمها إلا هو، فالصورة التي يلتقطها تحكي أكثر مما يستطيع أن يقول.
“بتمنى يكون عندي كاميرا لإلي صور فيها يلي بدي ياه” بساطة أمين تنعكس على أمنيته التي يحلم بها في كل مرة يرى فيها مصور. أمنيته أمست حقيقة وبتبرع كريم من أيادٍ بيضاء حصل أمين على الكاميرا وبدأ بتطوير موهبته عبر دورات تدريبية بالتنسيق مع فريق بسمات للدعم النفسي والاجتماعي.
حكاية أمين تختصر حكايا الآلاف من الأطفال السوريين ، لن يستطيع أحد أن يمحي مآسي الحرب الراسخة في ذاكرتهم … يحاولون قدر الإمكان لملمة بقايا طفولتهم المبعثرة وإكمال احلامهم الطفولية، علهم يستمتعون بإشراقة الشمس من جديد.








