“كان يفترض أن تكون هذه أجمل مراحل حياتي كأم، لكنني أمومتي أصبحت جحيماً”. هكذا تصف إيناس واقعها! وهي أم لولدين (سنتان ونصف و5 أشهر) والتي تخوض يومياً منذ أن ولدت ابنتها الصغرى رحلة بحثها اليومي عن حليب الأطفال المفقود في لبنان.
ليس أمرا عادياً أن يصل آباء وأمهات إلى حد قول مثل هذا الكلام عن حياتهم، لكن ما يشهده لبنان من أزمات متلاحقة ومتراكمة، وصل بهذه الشريحة الاجتماعية إلى أن تجمع القمامة كما يفعل زوج إيناس الذي يبحث عن الزجاج والتنك والبلاستيك بهدف بيعها وتأمين الحليب لأطفاله.
إيناس أم في العقد الثاني من العمر، تواجه ابنتها الكبرى صعوبة في المشي بسبب قلة الغذاء والحليب، أمّا طفلتها الرضيعة فقد تبقى لأيام بلا حليب بل فقط على الشاي والبسكوت، “حتى البسكوت ارتفع سعره وبتنا غير قادرين على تأمين السكر والشاي” تقول إيناس بحسرة ممسكة بيدي ابنتيها.
يذكر أن الأزمة الاقتصادية في لبنان تشهد مشاهد محزنة خصوصاً فيما يتعلق بالارتفاع الجنوني للأسعار حيث شهدت إحدى السوبرماركات الشهيرة شجاراً بين الزبائن بسبب علبة حليب مدعوم، تطوّر إلى مشادّة كلامية ومن ثمّ تضارب بالأيدي بين الزبائن والموظّفين في المحل.
