4 آب ... يتَجدَّدُ الألـــــم فنُجَدِّدُ الأمــــــل
يمرّ شهر آب على لبنان هذا العام حاملاً معه ذكرى حزينة، بل هي ليست ذكرى إذ أنّ الجرح ما زال مفتوحا، هي ما زالت واقعاً نعيشه ونعيش آثاره التي ترخي ثقلها على عاصمة الوطن وعلى كل الوطن كل يوم. ففي يوم 4 آب من العام 2020، هزّ العاصمة اللبنانية انفجارٌ تمّ إدراجه على لائحة أقوى الانفجارات في العالم. خلّف الانفجار آلاف الضحايا بين قتيل وجريح، وآلاف المشرّدين من بيوتهم، وحجماً هائلاً من الدمار في الممتلكات والأرزاق، وتحدّث عنه الإعلام العالمي.
في هذا اليوم الحزين يتجدّد الألم لدى كل لبناني، وفي هذا اليوم نُجدّد تعازينا لأهالي الضحايا، كما نُجدّد استنكارنا لهذه الجريمة المدمّرة ومطالبتنا بكشف الحقيقة ومحاسبة المجرمين. والأهم أنّنا، كمنظّمة إنسانية، نُجدّد عزيمتنا على تسخير كامل خبراتنا وطاقاتنا ومواردنا في سبيل الوقوف إلى جانب كل النّاس وكل منكوب ومحتاج لنُغيث ونحمي ونبلسم الجراح والآلام، ونُجدّد عهدَنا بأنّنا حيث وجع الوطن ووجع الناس نكون!
إنّ يوم 4 آب لم يكن يوماً عادياً في لبنان كما في أوردا، حيث استنفرنا كامل جهوزيّتنا وهرعنا لتلبية نداء الواجب الإنساني، وعملنا يداً بيد مع غيرنا من العاملين في المجال الإنساني، لنُغيث ونساعد على مدى شهور عديدة. فقدّمنا وما زلنا، خدمات الغذاء والدواء، وخدمات الترميم لمئات الوحدات السكنية، وخدمات الدعم لعدّة مستشفيات في بيروت، وخدمات الرعاية الصحية والدعم النفسي لمئات المتضررين من الانفجار.
وإنّنا في أوردا اليوم، وبالرغم من كل الألم الذي يُخيّم على وطننا لبنان في ظلّ أزماته المتعدّدة التي أرهقت كاهل النّاس، سنحرص على أن نجدّد الأمل بأن نبقى بجانب كل النّاس، مع كلّ شركائنا في الإنسانية، كما نجدّد الأمل بوطن أفضل يحكمه القانون والعدالة الاجتماعية، وسنظلّ نعمل إلى أن يتحقّق هذا الأمل.
اتحاد الجمعيّات الإغاثية والتنموية URDA