تعيش نورا في حيّ عشوائي فقير شمالي لبنان، مع أب وأم مثقلين بالأعباء في غرفة صغيرة متهالكة، كل يوم تعيشه نورا يمثّل لها معركة من أجل البقاء. تراها مرتبكة وفي عينيها حيرة تصعّب عليها الكلام والبوح بما في خاطرها.
نورا ذات 17 ربيعاً تعرّضت لحادث في صغرها تضرر من خلاله عمودها الفقري ما أدى إلى منعها من الذهاب إلى المدرسة كغيرها من الأطفال! أصعب ما يكسرها هو افتقارها للعلم، شابة في عمرها لا تفقه شيئاً عن الكتابة والقراءة .
هي رفيقة والدها والأنيس الوحيد له، تصفها والدتها بالقنوعة والمرضية، ترضى بالقليل رغم الفقر والعوز وترضخ للواقع الذي تعيشه متقبلة الاختلاف الذي يبعدها عن بنات جيلها، الاختلاف الذي يمنعها من استكمال دراستها وحقها في عيش حياة كريمة والحصول على حقها في الطعام والشراب والطبابة.
تقول أم نورا:” لم أسمع نورا يوماً تتأفف أو ترفض حالتنا التي نعيشها، لطالما مدتني بالصبر والقوة وكانت مثالاً لي ولوالدها في تحمل الصعاب وما تحمله الأيام الموحشة من جوع وألم وحرمان” .
نورا نموذج من نورات كثيرات فهي واحدة من أصل 23.2 % من الفقراء في لبنان يعانون من الفقر المدقع، لكن ما يميز نورا لا يتحلى به باقي اللبنانين… فإلى أي مدى سيصل صبرهم؟